ما هي توقعات تقرير التضخم الأمريكي وتأثيراته على الأسواق؟
تنتظر الأسواق تقرير التضخم الأمريكي يوم الخميس والذي من المقرر أن يعطي صورة أكثر وضوحا حول توجهات الفيدرالي الأمريكي في ما يخص أسعار الفائدة خلال عام 2023، وسط آمال في أن تساعد قراءة مؤشر أسعار المستهلكين في إيفاء الفيدرالي الأمريكي بوعوده بشأن تخفيض وتيرة رفع أسعار الفائدة.
تقرير التضخم الأمريكي القادم
تواجه الأسواق تفاؤلا منذ بداية عام 2023 على أمل أن التباطؤ الأمريكي يمكن أن يمهد الطريق لموقف أقل تشددا من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي.
من المتوقع أن يظهر تقرير التضخم الذي يصدر يوم الخميس أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة قد سجلت قراءة عند مستويات 6.5% على أساس سنوي في شهر ديسمبر مقابل 7.1 لشهر نوفمبر، بينما من المتوقع أن ينمو التضخم الأساسي بنسبة 5.7% في شهر ديسمبر مقابل 6% في شهر نوفمبر.
يرى محللون أن تلك التوقعات ستكون مرتفعة بعض الشيء، وفي حال أنها جاءت أقل من تلك التوقعات فإن هذا دليل على أن التضخم بدأ في التراجع. وهو ما قد يدفع الفيدرالي الأمريكي إلى الإيفاء بوعوده بشأن خفض وتيرة رفع أسعار الفائدة.
وعلى الناحية الأخرى إذا جاءت أرقام التضخم أعلى من تلك التوقعات فإن هذا إعلان صريح على أن رفع أسعار الفائدة لم يحقق طموحاته في ما يخص معالجة معدلات التضخم، وربما نشهد استمرارا في وتيرة رفع معدلات الفائدة لبعض الوقت.
توقعات الفائدة الأمريكية
على الرغم من أن قرار الفائدة يعتمد بشكل كبير على ما سيؤول إليه تقرير التضخم خلال يوم الخميس، ألّا أن التوقعات تشير إلى أن هناك فرصة بنسبة 77% أن يرفع البنك الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة اساس.
وهناك احتمالات بنسبة 33% أن يرفع الفيدرالي الأمريكي الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.
ويرى محللون أن وجود المزيد من الأدلة تشير إلى تخفيض الضغوط التضخمية للأسعار يعزز من الآمال في أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بتخفيف وتيرة أسعار الفائدة.
من ناحية أخرى دعمت التعليقات الأخيرة من قبل صانعي السياسة النقدية في الولايات المتحدة الراي القائل بان بنك الاحتياطي الفيدرالي يحتاج أن يظل أكثر تشددا فيما يخص رفع أسعار الفائدة من أجل محاربة التضخم، وهي اشارة إلى ضرورة ان تصل أسعار الفائدة مستويات 5%.
موعد اجتماع الفيدرالي الأمريكي
من المقرر أن يجتمع الفدرالي الأمريكي خلال شهر فبراير من أجل مناقشة أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة
وفي خطابه يوم الثلاثاء لم يقدم جيروم بأول رئيس الاحتياطي الفيدرالي أي إشارات أو الدلالات حول ما ينوي اتخاذه بشأن أسعار الفائدة، لكنه استمر في الحديث حول الضغوط السياسية التي قد تواجهها البنوك المركزية، وذكر أن استقلال البنك الفيدرالي الأمريكي ضروري من أجل محاربة التضخم.
تأثير تقرير التضخم على الأسواق
يقول محللون إن أرقام التضخم ستؤثر بشكل قوي على الدولار الأمريكي وعلى أسواق الاسهم، وذلك لأنها ستوضح صورة أكثر حول ما ينوي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
يذكر أن الدولار الأمريكي قد شهد تراجعات منذ نهاية العام السابق بعد ما أشار الفيدرالي الأمريكي أنه قد يقوم بتخفيف وتيرة أسعار الفائدة خلال عام 2023.
ستكون اي قراءة تشير إلى أن التضخم ما زال يرتفع بمثابة اشارة قوة للدولار الأمريكي وضعف إلى أسواق الأسهم، في حين أن انخفاض معدلات التضخم يعني ضعف للدولار الأمريكي وارتفاع أسواق الأسهم ومؤشر الداو جونز.
يذكر أن أسواق الأسهم قد شهدت انخفاضات منذ أن بدأ الفدرالي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة من أجل معالجة معدلات التضخم المرتفعة الناتجة عن جائحة فيروس كورونا.