سعر الذهب يتخبط والفيدرالي يتعمد إرباك الأسواق
انخفض سعر الذهب اليوم الاثنين بشكل واضح ودخلت الأسهم الأمريكية في حالة من التذبذب والتخبط العنيف نظراً لحالة الترقب التي تعيشها الأسواق بانتظار بيانات التضخم الأمريكي غداً، وجاء هذا ترامناً مع كفاح سعر الذهب مقابل الدولار لعدم الهبوط أسفل المستوى 1845 دولاراً للأونصة والذي يعد الأدنى خلال شهر.
بالإضافة إلى ارتفاع مؤشر الدولار بسبب ارتفاع التفاؤل والآمال في استمرار الفيدرالي برفع الفائدة الفيدرالية وإبقاؤها مرتفعة لفترة أطول ليصل الدولار نحو قمة خمس أسابيع على الفريم اليومي. وللاطلاع على آخر التحليلات الفنية لأسعار الذهب اطلع على مقالنا بعنوان ” تحليل الذهب وتوقعات الصعود اليوم“.
الفيدرالي يربك السوق وسعر الذهب غير مستقر:
انخفض مؤشر الداو جونز بحوالي 0.1% بما يعادل 25 نقطة اليوم الاثنين، فيما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز500 بحوالي 0.1% بما يعادل 5 نقاط، وفي نفس الوقت ارتفع مؤشر ناسداك بما يقارب 40 نقطة بحوالي 0.3%، لكن سعر الذهب انخفض بشكل ملحوظ بحوالي 0.15% ويتداول حالياً عند مستويات 1854 دولار تقريباً.
ومن الجدير بالذكر أن جميع المؤشرات أنهت الأسبوع الماضي بانخفاض كبير لتسجل أكبر خسارة أسبوعية منذ ديسمبر 2022 الماضي حيث جاءت الخسائر المذكورة بسبب تصريح رئيس الفيدرالي بأنه لازال أمامهم طريق طويلة لقطعه في حربهم مع التضخم المرتفع، وأشار إلى أن سعر الفائدة يمكن أن يرتفع أكثر مما يتوقعه المستثمرون والأسواق المختلفة في حالة عدم هبوط التضخم مما جعل آمال الأسواق في إنهاء التشديد النقدي الفيدرالي ورفع الفائدة تتحطم بقوة.
ويكمن الخطر الآن في أن التساهل النقدي الذي كان سابقاً لأوانه من قبل الفيدرالي في الظروف الاقتصادية الحالية وتوقعات الانتعاش الاقتصادي ستؤدي إلى نتيجة عكسية في حرب الفيدرالي مع التضخم المرتفع.
فبعد تقرير الوظائف الإيجابي بقوة في يناير الماضي صرح عدد من الفيدراليين عن توقعاتهم برفع سعر الفائدة مما جعل المستثمرين والأسواق في حالة من التخبط والتضارب في التوقعات بما يخص الفائدة الفيدرالية ووتيرة الرفع المستقبلية.
وقد قال الخبراء في بنك باركليز أن التضارب الواضح في تصريحات المسؤولين وتوقعات السوق جعل الأسواق تتراجع بشكل كبير وتسبب في ضرر واضح للأسهم الأمريكية. وجعل توقعات سعر الذهب في تخبط واضح.
وأخيراً تتوقع الأسواق والمستثمرين غالباً بأن يتم رفع سعر الفائدة بشكل أكبر مما كان متوقعاً خلال الاجتماعات القادمة للفيدرالي بمارس ومايو ويونيو بما يصل إلى 43%، كما يتوقع الخبراء والاقتصاديين استمرار التضخم الأمريكي في الانخفاض في حين أنه لا يزال مرتفعاً جدا بالنسبة لحدود الذروة التي وضعها الفيدرالي.
ففي يوم الجمعة نشرت وزارة العمل الأمريكية بيانات مؤشر أسعار المستهلك في نوفمبر وديسمبر 2022 حيث تم التعديل على الطريقة التي تستعملها في قياس التضخم حيث تم التعديل على مؤشر أسعار المستهلك بمقدار 0.1 نقطة، فارتفع المؤشر خلال الأشهر الماضية بنسبة 0.1% كما ارتفع مؤشر المستهلك الأساسي بحوالي 0.4% بعد التعديل.