هبوط مؤشر الدولار في رد فعل غير متوقع للأسواق على تصريحات باول المتشددة
لم يغير مؤشر الدولار الأمريكي اتجاهه الهابط بعد البيان الصحفي لخطاب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب اليوم ويتداول حالياً عند 102.073 نقطة على الرغم من النبرة المتشددة التي تحدث بها باول والتي تدعم قوة مؤشر الدولار الإيجابية.
حيث كرر باول أن خفض التضخم إلى 2٪ لا يزال أمامه طريق طويل وأن وقف سعر الفائدة من المتوقع أن يكون مؤقتًا حيث أن جميع أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تقريبًا يشجعون رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة بحلول نهاية العام.
توقعات مؤشر الدولار الأمريكي المستقبلية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية:
لا يزال الخطاب الذي ألقاه رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي باول اليوم متشددًا مع وجود رسالة واضحة مفادها أن المزيد من الزيادات في سعر الفائدة ستأتي وأن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يتنازل عن هدف التضخم المتوقع بنسبة 2٪.
فيما غضبت الصين أمس بعد أن وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنه ديكتاتور. حيث تأتي هذه التعليقات المؤسفة من الرئيس بايدن بعد يوم واحد فقط من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين لبكين للمرة الأولى منذ عام 2018 من أجل دعم العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين.
كما يتم تداول عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات عند 3.75٪ وهو أقل من 3.82٪ يوم أمس الثلاثاء، حيث يقوم المستثمرون بتخزين أموالهم في السندات مما يدفع أسعار السندات للارتفاع ويدفع عوائد السندات إلى الانخفاض وبالتالي تتسبب في ضعف مؤشر الدولار وتهوي به هبوطاً نحو القاع.
وفنياً لا يظهر مؤشر الدولار الأمريكي اتجاه محدد مقابل معظم العملات فقد ارتفع الدولار في آسيا بينما فقد قوته في أوروبا مما تسبب في عدم قدرة مؤشر الدولار الأمريكي على التقدم صعوديًا اليوم حتى بعد خطاب باول المتشدد، لكنه لا يزال متمسكًا بمكاسبه الأخيرة ويتداول حول 102.50 نقطة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الاختراق فوق أعلى مستوى سجله يوم الثلاثاء عند 102.78 نقطة سيؤدي إلى مزيد من القوة للدولار الأمريكي في نهاية هذا الأسبوع خاصة بعد انتهاء شهادة باول غدا الخميس.
من ناحية أخرى يمكن أن يتحول مستوى المتوسط المتحرك البسيط لـ 55 يومًا عند 102.57 إلى دعم قوي في حالة تمكن المضاربين على ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي من تثبيت السعر والاغلاق أعلاه. فإذا تعافى مؤشر الدولار خلال ما تبقى من الأسبوع الحالي فسيكون هدف الصعود بعد ذلك عند المستوى النفسي 103.00 نقطة باعتباره التحدي التالي أمام السعر في الاتجاه الصعودي.
ويبقى المستوى النفسي المهم بالقرب من 102.00 نقطة هو العنصر الوحيد الذي يدعم هبوط مؤشر الدولار الأمريكي وبمجرد أن تبدأ حركة السعر في الاستقرار تحتها سنتوقع رؤية حركة هبوطية جديدة نحو 100.82 نقطة وهذا يعني تحديًا لأدنى مستوى خلال العام وسيعني انخفاضًا كبيرًا في قيمة الدولار في المستقبل.