مستقبل سعر الذهب بين مخاوف الركود والمخاطر الجيوسياسية
- ارتفع سعر الذهب بشكل ملحوظ اليوم الأربعاء ووصل إلى 1987 دولار، على الرغم من أنه يواجه صعوبة في استمرار الارتفاع.
- مخاوف الركود والمخاطر الجيوسياسية هي العوامل الرئيسية التي تدعم ارتفاع الذهب.
- ترجيح المزيد من تشديد السياسة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي تستمر في الضغط السلبي على سعر الذهب.
اكتسب سعر الذهب (XAU/USD) بعض الزخم الإيجابي خلال تعاملات اليوم الأربعاء وابتعد عن أدنى مستوى أسبوعي له حول منطقة 1954 و1953 دولار التي لمسها أمس. كما تمكن السعر من الحفاظ على تداولاته فوق مستوى 1970 دولارًا خلال النصف الأول من الجلسة الأوروبية اليوم، والآن يبدو أنه أوقف انخفاضه التصحيحي الأخير من حول المستوى 2000 دولار، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر وتم لمسه يوم الجمعة الماضي.
توقعات سعر الذهب المستقبلية:
تعتبر مخاطر الركود المحتمل والتي تغذيها موجة من البيانات الاقتصادية الضعيفة من أوروبا، إلى جانب الحرب في فلسطين، أهم العوامل الرئيسية التي تدعم ارتفاع سعر الذهب كملاذ آمن. لكن الارتفاع في عوائد سندات الخزانة الأمريكية وقوة الدولار المدعومة بتوقعات الاحتياطي الفيدرالي المتشددة قد تقف عائقاً أمام الاتجاه الصاعد للذهب عديم العوائد.
وعلى ما يبدو أن المتداولين أيضًا مترددين في اتخاذ المراكز الجديدة ويفضلون انتظار خطاب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في وقت لاحق خلال الجلسة الأمريكية اليوم الأربعاء. كما ستبقى الأسواق تترقب بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة يوم الجمعة المقبل، والذي يمكن أن يوفر بعض الدعم الإيجابي لـ سعر الذهب بفضل توقعاته السلبية التي قد تُضعف الدولار في المدى القريب.
ويمكن القول إن ارتفاع سعر الذهب أمس كان بسبب تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما دعم ارتفاع الدولار الأمريكي وسط مخاطر اتساع رقعة الحرب في فلسطين إلى الدول المجاورة مما يجعل تذبذبات الأسعار عالية وخطيرة في المدى القريب والمتوسط.
لكن مناشدات أغلب زعماء العالم لوقف إطلاق النار وارتكاب الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر منذ سنوات، دعمت توقعات عدم اتساع الصراع إلى مناطق خارج فلسطين المحتلة مما يؤثر سلباً على سعر الذهب كملاذ آمن وسط الأزمات والحروب.
وفي نفس الوقت يتحرك العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات أدنى مستويات أعلى قمة له منذ 16 عاما بعد تجاوز مستوى 5٪ لأول مرة منذ عام 2007. مما قد يضغط سلبياً على مؤشر الدولار الأمريكي ويدعم صعود سعر الذهب في المدى القصير.
خاصة بعد أن أظهرت نتائج البيانات في منطقة اليورو بشكل مفاجئ تحول الاقتصاد نحو الأسوأ مما دعم توقعات مخاوف الركود، وبالتالي دعم صعود سعر الذهب مقابل الدولار، في الوقت الذي خرج فيه مؤشر التصنيع الأمريكي من الضعف الذي استمر خمسة أشهر وأظهر انتعاش نشاط الخدمات بشكل متواضع، مما يشير إلى اقتصاد أمريكي مرن ويدعم قوة مؤشر الدولار ويضغط سلباً على سعر الذهب.
في حين أنه من المتوقع أن يحافظ الفيدرالي على أسعار الفائدة في نوفمبر دون تغيير، مع ترجيح الأسواق لإمكانية رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى بحلول نهاية العام. ويترقب المستثمرون الآن إلى خطاب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للحصول على رؤية واضحة حول مسار رفع أسعار الفائدة في المستقبل، والذي بدوره يجب أن يوفر اتجاهاً جديدًا لأسعار الذهب.
كما يتركز اهتمام السوق أيضًا على تقرير الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثالث وقرار البنك المركزي الأوروبي بشأن سعر الفائدة يوم الخميس، يليه مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي يوم الجمعة مما يجعل البيئة العاملة للتداول على سعر الذهب تحمل مخاطر عالية.
ومن منظور فني، من المرجح أن تواجه أي حركة ارتفاع جديدة للذهب بعض المقاومة بالقرب من أعلى مستوى أسبوعي حول منطقة 1982 و1983 دولار. فمن المفترض أن تسمح بعض الارتفاعات الاضافية في سعر الذهب بمحاولة جديدة لاختراق المستوى الرئيسي البالغ 2000 دولار. حيث سيكون هذا الاختراق قادراً على رفع سعر الذهب بشكل أكبر نحو المقاومة التالية بالقرب من منطقة 2022 دولار.
وفي سناريو هابط يبدو أن مستوى 1964 دولارًا هو الدعم الذي يمثل عقبة أمام الاتجاه الهابط الذي يمكن لاختراقه استهداف أدنى مستوى أسبوعي حول منطقة 1953 و1952 دولار التي تم لمسها يوم أمس الثلاثاء. وهي منطقة دعم قوية يمكن لاختراقها أن يدعم انخفاض سعر الذهب إلى مستوى المتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 يوم (SMA) بالقرب من منطقة 1932 و1931 دولار.