مستقبل العملات الرقمية في خطر بعد دمج اثريوم والسبب!!
نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز مقالًا أوضحت فيه وجهة نظر عن مستقبل العملات الرقمية بعد الدمج الذي قامت به اثريوم مؤخراً.
حيث قالت الصحيفة في مقالها الذي تحدث عن مؤتمر مستقبل بلوكتشين في تورنتو الكندية والذي وقف فيه فيتاليك بوتريان المؤسس المشارك لشركة اثريوم قائلاً أنه وبعد الدمج ستتاح فرصة أمام ابتكارات جديدة تهدف إلى معالجة الهجمات الغير أخلاقية والسرقات في مجال العملات الرقمية.
ففي نظام إثبات الحصة الحالي بعد دمج اثريوم لا تحتاج بلوكتشين إلى أجهزة كمبيوتر قوية لأمنها حيث يعمل الأفراد أو الشركات كمدققين ويقومون على مراجعة رموز الاثريوم في سلسلة بلوكتشين كضمان ضد السلوك الاحتيالي ويتم تحفيزهم للقيام بذلك عن طريق المكافآت بما في ذلك فرصة ربح عملات اثريوم جديدة.
ويرى البعض أن عملية الدمج هي لحظة تاريخية من شأنها أن تأخذ العملات الرقمية لمستويات أمان أعلى لكن بالنسبة للآخرين يمثل هذا التحول خيانة للخصائص الأساسية للبلوكشين حيث من المفترض أن تكون شبكة مفتوحة وشفافة ولامركزية وأن تتحكم بنفسها عن طريق التصميم ولا تتحكم فيها أي مجموعة من الأفراد.
ففي حين تعتبر عملية الدمج الناجحة فرصة جديدة للابتكار المستقبلي في مجال العملات الرقمية من خلال السماح لاثريوم بلوكتشين بتوسيع نطاق التعدين والتبادل والعمل من خلالها مما سيشجع التطبيقات الحديثة والمتقدمة للابتكار والتوسع في هذا المجال.
إلا أن هناك الكثير من رواد مجال العملات الرقمية يشكك في أن الدمج يبشر حقًا بابتكار مشاريع جديده حيث أدى الاضطراب في أسواق العملات الرقمية هذا العام إلى ضعف الثقة بالأسواق وفقدان روح المخاطرة فقد تسبب انهيار أسعار بعض العملات الرقمية في القضاء على حوالي 2 تريليون دولار من القيمة الإجمالية للعملات الرقمية.
حيث أعلنت بعض أكبر الشركات في القطاع إفلاسها هذا الصيف بما في ذلك صندوق التحوط ثري كابيتال ومنصة الإقراض سليسيوز كما هددت التقييمات السيئة في عالم التكنولوجيا بإعادة النظر في قطاعي العملة الرقمية والتكنولوجيا المالية.
ووفقًا لتقديرات جامعة كامبريدج تستهلك بلوكتشين الخاصة بالبيتكوين الكثير من الطاقة بدرجة كبيرة كما يحدث في بلجيكا وفنلندا فبعد عملية دمج اثريوم أصبح هناك الكثير من الضغط على البيتكوين التي تحتل القدر الأكبر من أنشطة تعدين بلوكتشين وهنا لماذا تعتبر عملية الدمج مهمة إذا كانت عمليات التعدين لا تزال تستهلك الطاقة وتضر بالبيئة؟
اقرأ المزيد: سعر البيتكوين اليوم يفقد 2.60% من قيمته والسبب؟!
والإجابة هي أن العديد من مشاريع عالم العملات الرقمية التي تم إنشاؤها على سلسلة اثريوم بلوكتشين مثل NFTs ومنصات التمويل اللامركزية ستتأثر أيضًا وستخضع للمراجعة من قبل أشخاص لا بالأجهزة الكبيرة المضرة بالبيئة والمستهلكة للطاقة.
وفي هذا الصدد يقول ألكيش شاه محلل العملات الرقمية في بنك أوف أميركا إن الدمج يجعل اثريوم أكثر عطاءً لأنه سيكون أقرب للمستثمرين والمتداولين ومحبي العملات الرقمية وأسهل في التعاملات المالية.
كما يقول إيلان سولوت الشريك في شركة تاجوس كابيتال: عملية الدمج ستقلل بشكل كبير من الانبعاثات الكربونية في مجال العملات الرقمية بشكل كلي.
ماذا بعد دمج الإثريوم وكيف ستؤثر في سوق العملات الرقمية؟
في منتصف شهر سبتمبر الحالي تحولت اثيريوم من نظام إثبات العمل إلى نظام إثبات الحصة وهنا سيستطيع مالكي ومعدني هذه العملة من تعدينها والحصول عليها بدلا من تعدينها للحصول على أجزاء منها.
ويعتبر هذا التحول حلاً مثالياً لأبرز مشكلات البيئة التي تتعلق بالعملات الرقمية ذلك لأن التعدين كان عبارة عن عملية تستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية وتساهم في انبعاثات الكربون والاحتباس الحراري الذي يضر بالبيئة من خلال استخدام أجهزة كمبيوتر كبيرة لحل الألغاز الخاصة بالتعدين والحفاظ على أمان الشبكة ثم الحصول على العملات الجديدة.
لكن نظام اثريوم الجديد يقوم بكل هذه العمليات بالتعاون مع أصحاب المصلحة والمعدنين كأشخاص دون الحاجة لأجهزة كمبيوتر كبيرة أو استهلاك الطاقة وبالتالي الإضرار بالبيئة مما سيجعلها منافس ثوي وشرس للعديد من العملات الرقمية الكبرى خاصة البيتكوين.
وهذه ليست هي المرة الأولى التي يتم فيها دمج عملة رقمية رائدة فسابقاً تم تقسيم البيتكوين وهي لا تزال تعتمد على نظام إثبات العمل والخطر الوحيد يتلخص في عدم التزام المستخدمين بالإصدار الجديد.
التعليقات مغلقة.