كيف تأثرت توقعات أسعار الذهب بعد صدور قرار الفيدرالي؟
تقلبت أسعار الذهب والأسواق ككل بعنف بعد أن صدر قرار الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة وقفز سعر الذهب نحو أعلى مستوياته منذ عام 2007 حيث كشف بيان الفيدرالي عن التوقعات التي تؤيد حدوث ركود اقتصادي في المستقبل مع حلول عام 2023 فقد رفع الفيدرالي توقعات البطالة في أميركا لنهاية العام الحالي وقلص حجم توقعات الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة العام القادم مما قلب الأسواق رأساً على عقب.
وفي نظرة عامة على الأسواق بعد قرار الفيدرالي اليوم الخميس هبطت أسعار الذهب بحوالي 1% ويتم تداوله الآن حول مستويات 1777 و1800 دولار، وخسرت أسعار الفضة حوالي 0.9% لتصل الآن عند 23.80 دولار. كما هبطت مؤشرات الأسواق الأمريكية على اختلافها وارتفع النفط الخام بحوالي 2.39% ليتداول عند 77.2 دولار أما خام برنت فقد ارتفع بمقدار 2.43% ويتداول عند 82.67 دولار للبرميل.
هكذا ستتحرك أسعار الذهب بعد قرار الفيدرالي:
جاءت المؤشرات بعد الفيدرالي بتوقعات المسؤولين التي تؤيد الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة خلال العام المقبل وأنه لا توجد أي تخفيضات للفائدة حتى عام 2024 حيث تم تحديد نقطة الذروة لرفع الفائدة الفيدرالية عند 5.1% حسب مخططات توقعات الأعضاء الأفراد في الفيدرالي.
كما أشارت توقعات أسعار الذهب إلى أنها ستنتعش على المدى المتوسط والبعيد وذلك بسبب إجماع اللجنة الفيدرالية على قيمة نقطة كاملة لخفض أسعار الفائدة في 2024 كما سيتبع هذا تخفيض نقطة أخرى بحلول بداية عام 2025 لتصل إلى معدل 3.1% قبل الاستقرار في المؤشر عند مستوى قياسي محايد يقدر بـ 2.5%.
فمع كل هذه العوامل والظروف هناك تضارب واسع في توقعات أسعار الذهب 2023 و2024 والسنوات التالية لذلك في إشارة واضحة إلى أن أعضاء الفيدرالي غير متأكدين مما سيكون عليه الاقتصاد الأمريكي في أسوأ ارتفاع للتضخم منذ أوائل الثمانينيات.
كما خفضت اللجنة الفيدرالية توقعات أهدافها للانتعاش الاقتصادي في عام 2023 مما تسبب برفع مكاسب الناتج المحلي المتوقع ليصل عند 0.5% فقط وهو على حافة الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت ارتفعت توقعات الفيدرالي للتضخم إلى 4.8% مما دعم قوة الدولار وخيب الآمال المتعلقة ببدء خفض الفائدة الفيدرالية قريباً.
ومن الجدير بالذكر أن التضخم جاء مع عوامل أخرى للضغط على أسعار الذهب مقابل الدولار الأمريكي ومنها الطلب المرتفع على السلع المقومة بالدولار خلال فترة الوباء والتي تسببت في مشكلات عديدة لسلسلة التوريد وغزو روسيا لأوكرانيا وتزامن ذلك مع ارتفاع قوي في أسعار النفط الخام والطاقة غير التحفيز المالي الذي تسبب بتكدس الدولار مما سيدعم أسعار الذهب على المدى الطويل والمتوسط.
ففي النهاية بعد أن تسبب الفيدرالي بتراجع سعر الذهب بشكل ملحوظ ورفع شهية المخاطرة في السوق سيعاود المعدن الأصفر التعافي قريباً حسب توقعات أسعار الذهب المستقبلية للخبراء والمحللين حيث يتوقع الأغلبية وصول أسعار الذهب 2022 إلى مستويات 1950 و2000 دولار قبل أن يبدأ رحلة هبوط ستستمر لشهور خلال عام 2023.