سعر الذهب ينقلب رأساً على عقب بسبب الفيدرالي
هبط سعر الذهب خلال تعاملات اليوم ليتداول حالياً عند مستوى 1994 دولار للأونصة بعد أن كان المراهنين على ارتفاع الأسعار قد وضعوا أهداف خيالية للارتفاع يوم الجمعة الماضي، وكان السبب وراء ذلك الارتفاع المفاجئ الذي حدث في مؤشر الدولار الأمريكي وأنهى الأسبوع الماضي على أكبر خسارة في سعر الذهب مقابل الدولار خلال يوم واحد على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
أسباب انقلاب تداولات سعر الذهب رأساً على عقب:
تغيرت موازين اللعبة في الأسواق خاصة بعد الدعم القوي الذي تلاقاه الدولار بعد تصريحات كريستوفر والر أحد محافظي الفيدرالي في تعليق له على سعر الفائدة، أنه لابد من أن يستمر الفيدرالي في التشديد النقدي على الرغم من أن البيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخراً تدل على أن مستويات التضخم الأمريكي في انكماش مستمر ويتراجع باستمرار من أعلى أرقامه خلال الأربع عقود الأخيرة.
وهذا يصب في مصلحة الدولار الأمريكي ويضغط على أسعار الذهب المستقبلية والحالية بشكل سلبي ذلك لأن المعدلات المرتفعة للفائدة يعتبر سلبياً لمخزن القيمة في سعر الذهب، فبعد أن كان يرتفع المعدن اللامع بشكل قوي وصاروخي ليصل عند 2025 دولار أمريكي للأوقية انخفض بحوالي 1.9% خلال يوم واحد الجمعة الماضي ليصل إلى 1992 دولار.
وحدث هذا الانقلاب المفاجئ في أسعار الذهب خلال تنامي توقعات المضاربين على المزيد من الارتفاع في توقعات سعر الذهب 2023 المستقبلية وضعف الدولار الذي انتعش بشكل مفاجئ بدعم من تصريحات صقور الفيدرالي، والآن سيحتاج سعر الذهب لمزيد من الأخبار والمحركات في المستقبل لأجل استعادة الاتجاه الصاعد القوي على المدى المتوسط والبعيد.
حيث يرى المحللين والخبراء في توقعات سعر الذهب 2023 الجديدة أن تعليقات الفيدرالي التي تشجع استمرار التشديد النقدي تزيد من المخاطر المتعلقة بالمزيد من رفع الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة وبقاء الفائدة في أعلى مستوياتها لفترة أطول ربما تمتد لبداية العام المقبل 2024، وهذا بهدف التغلب على التضخم المرتفع وتحقيق الركود المعتدل في الاقتصاد الأمريكي والعالمي بهدف بدء حقبة جديدة من الانتعاش الاقتصادي المزدهر.
وفي الوقت الحالي من المبكر أن نجزم بنية الفيدرالي تجاه الفائدة خلال اجتماع مايو المقبل لكن الخبراء والمستثمرين يرجحون زيادة الفائدة لمرة أخرى بمقدار 25 نقطة أساس بناء على القراءات الإيجابية للبيانات الصادرة عن الأجندة الاقتصادية الأمريكية والتي تدل على أن الاقتصاد الأمريكي لازال قوياً ويتحمل المزيد من السياسة المتشددة وهذا ليس في صالح توقعات أسعار الذهب على المدى القصير والمتوسط.
وعليه فإن المرجح أن يبقى سعر الذهب مقابل الدولار يتأرجح هبوطاً وصعودا وبشكل غير منتظم مرهوناً بالأحداث والتصريحات والأخبار الاقتصادية إلى حين انعقاد اجتماع اللجنة الفيدرالية المقبل في مايو مما يستدعي إدارة رأس المال بشكل حازم وحكيم والتأني عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالتداول على سعر الذهب وفتح مراكز جديدة في الأسواق.