حظر سياسي: توقعات أسعار النفط وسط تصاعد الأحداث في فلسطين
- أوبك تتجاهل الطلب السياسي، وتؤكد من جديد مسؤوليتها تجاه سوق النفط العالمية.
- تراجعت أسعار النفط الخام بعد أن أدى طلب الحظر السياسي للنفط إلى ارتفاع الأسعار.
- أسعار النفط الخام بالقرب من المقاومة الرئيسية فنياً.
يُعد سوق النفط العالمي من أكثر الأسواق تعقيداً وغالبًا ما تتأثر أسعار النفط بشكل مباشر بالأحداث الجيوسياسية والسياسات الاقتصادية. فقد أثبتت التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط ذلك من جديد، بعدما أثرت بشكل كبير على أسعار النفط مؤخراً. وأحد أهم هذه التطورات هو التوترات المتصاعدة بين إيران والكيان المُحتل، والتي اتسمت بدعوة إيران إلى فرض حظر نفطي على الكيان، رداً على حادثة قصف المستشفى الأهلي المعمداني في غزة والتي راح ضحيتها العديد من الأبرياء والتي أثارت غضب أغلب دول العالم.
توقعات أسعار النفط الخام المستقبلية:
تعد إيران المعروفة رسميًا باسم جمهورية إيران الإسلامية، لاعبًا مهمًا في سوق النفط العالمية نظرًا لاحتياطاتها الهائلة وموقعها الاستراتيجي. لذا فإن دعوة هذه الدولة لفرض حظر سياسي نفطي على الكيان المُحتل ليست مفاجئة وقد يكون لها تداعيات على أسعار النفط والسوق ككل بسبب نقص العرض العالمي.
في الوقت الذي تلتزم فيه منظمة البلدان المصدرة للبترول المعروفة باسم “أوبك”، بخفض إنتاجها النفطي بمقدار 2 مليون برميل يوميا حتى نهاية عام 2024، بينما اتفقت السعودية وروسيا على إجراء خفض إضافي قدره 1.3 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام الحالي.
وعليه سيؤثر الحظر السياسي حال تنفيذه، على أسعار النفط العالمية. فعلى سبيل المثال خلال أزمة النفط عام 1973 أدى الحظر الذي فرضته الدول العربية الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى تضاعف أسعار النفط أربع مرات. لكن هنا يبدو أن الحصار الذي تنوي إيران تنفيذه على الكيان المُحتل أكثر استهدافًا وتأثيراً من الحظر المفروض عام 1973 والذي شمل الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا واليابان وهولندا وكان له تأثير أكبر.
حيث أكدت أوبك أنه ليس لديها خطط لجدولة اجتماعات طارئة بعد دعوات الحظر التي فرضتها إيران على منظمة التعاون الإسلامي. وهدأت أنباء الرد هذه المخاوف من الارتفاع السريع في أسعار النفط، مما أعاد أسعار خام برنت نحو المستويات التي شهدتها عند الافتتاح عند 90 دولار للبرميل، وسعر النفط عند 87 دولار. ولا يزال الوضع غير مؤكد إلى حد كبير، حيث يشهد كل من سعر النفط والذهب ارتفاعات سريعة استجابة للصراع المتصاعد.
ومن الرسم البياني أعلاه يرجح مؤشر الماكد الزخم الصاعد الأخير ولا يزال أمام مؤشر القوة النسبية طريق طويل ليقطعه قبل الدخول إلى منطقة ذروة الشراء. كما وتظهر المقاومة الرئيسية عند مستوى فيبوناتشي 38.2% بالقرب من 91.42 دولارًا يليه أعلى سعر للنفط عند 95.90 دولارًا، ويوجد الدعم الرئيسي عند 89 دولارًا.
ومن الممكن أن يتخلل هذا الاتجاه الصاعد بعض التصحيح الهابط فقد حاولت أسعار النفط مؤخراً اختراق مستوى 88 دولارًا وهو مستوى المقاومة العنيد الذي يعترض الصعود الحالي. كما يشهد الانخفاض خلال اليوم اختبار الأسعار لمستوى الدعم طويل المدى عند 86 دولارًا، وسيتحرك السعر في الاتجاه الذي سيتم اختراقه والثبات أعلاه أو أدناه صعوداً أو هبوطاً.