توقعات الذهب مع تحسن المزاج الحذر للأسواق واستقرار الدولار الأمريكي
يواجه سعر الذهب ضغوط بيع قوية بعد فشله في الحفاظ على مستوى المقاومة القوي عند 1900 دولار. حيث يتعافى الدولار الأمريكي بقوة ويأمل المستثمرون في أن تؤثر أسعار الفائدة المرتفعة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي لفترة أطول على الأصول الخطرة.
لذا فقد تعافى المعدن الثمين حيث يبدو أن المستثمرين واثقين من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يخطط لرفع أسعار الفائدة بشكل أو بآخر ولكنهم واثقون أيضًا بأنه من غير المرجح أن تكون هناك أي تخفيضات في أسعار الفائدة خلال هذا العام.
توقعات الذهب مع اقتراب ندوة جاكسون هول:
يستمر الاقتصاد الأمريكي في الحفاظ على قوته حيث أن سوق العمل في نشط ومن المرجح أن يقدم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إشارات بشأن أسعار الفائدة والتوقعات الاقتصادية في خطابه في ندوة جاكسون هول الاقتصادية. وسيكون من المفيد مراقبة ما إذا كان جيروم باول سيذكر احتمالية حدوث ركود بسبب السياسة النقدية المتشددة. بالتزامن مع ترقب الأسواق لبيانات طلبيات السلع المعمرة لشهر يوليو هذا الأسبوع.
لذا يمتد سعر الذهب في انتعاشه ليقترب من مستوى المقاومة عند 1900 دولار، حيث يصحح مؤشر الدولار الأمريكي بعد فشله في الثبات فوق مستوى 103.50. كما يتعزز المعدن الثمين مع استمرار ثقة المستثمرين في إبقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في سياسته النقدية لشهر سبتمبر.
وفي نفس الوقت تحاول عوائد سندات الخزانة الأمريكية الاستمرار في الاتجاه الصاعد، مما يوفر استقراراً معتدلاً قبيل انعقاد ندوة جاكسون هول الاقتصادية. كما سيراقب المستثمرون باهتمام تعليقات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول. والذي من المرجح أن يقدم خارطة طريق حول كيفية خفض التضخم نحو هدفه وتحقيق استقرار الأسعار.
حيث يتوقع المستثمرون والمتداولون في السوق ألا يأتي تعليق جيروم باول بأي تلميحات لرفع أسعار الفائدة لكن لا يمكن استبعاد وجود رسالة قوية تشير إلى إمكانية رفع أسعار الفائدة لفترة أطول. كما ستتم مراقبة توقعات باول بشأن سوق العمل والنشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وبهذا الشأن قال مورجان ستانلي إن التحول المحتمل في التفكير بشأن المعدل المستهدف للتضخم يستحق الاهتمام لأنه سيعني تحولاً في المسار المتوقع لسعر الفائدة وبالتالي منحنى العائد ككل. وسيركز المستثمرون غداً الأربعاء على بيانات مؤشر مديري المشتريات العالمي S&P وبيانات مبيعات المنازل الجديدة.
ومن المتوقع أن يرتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي إلى 49.3 في أغسطس من 49.0 في يوليو. وأن ينخفض مؤشر مديري المشتريات للخدمات بشكل طفيف إلى 52.2 من 52.3 في الشهر السابق، وأن ترتفع مبيعات المنازل الجديدة الشهرية لشهر يوليو على الرغم من ارتفاع معدلات الرهن العقاري.
كما تحسن مزاج السوق الحذر على الرغم من قيام وكالتي موديز وستاندرد آند بورز جلوبال بتخفيض التصنيف الائتماني للبنوك التجارية الأمريكية، مستشهدين بمخاطر ارتفاع التدفقات الخارجة في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة. فمن المتوقع أن يظل الاقتصاد الأمريكي مرنًا نظرًا لقوة سوق العمل وزيادة الإنفاق على البناء على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة.
وقد أظهرت دراسة استقصائية أجراها الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة في يوليو أن الشركات الصغيرة أصبحت أقل قلقاً بشأن صحة بنوكها مما كانت عليه في أعقاب فشل البنوك في ربيع هذا العام، بما في ذلك بنك وادي السليكون. ويُظهر استطلاع NFIB الذي أجري أيضًا أن 52٪ من أصحاب الأعمال الصغيرة يقولون إن الاقتصاد في حالة ركود بالفعل وهذه النسبة أقل من 55% المسجلة في أبريل.
ومن الناحية الفنية اخترق سعر الذهب مستوى المقاومة 1900 دولار ولكنه فشل في الحفاظ على قوته والثبات أعلى هذه المستويات. كما ينخفض الذهب حالياً مع استئناف الدولار الأمريكي رحلته الصاعدة، مما يوفر مجالًا مستقراً للأسعار قبل ندوة جاكسون هول.
كما ارتد الذهب بعد أن سجل أدنى مستوى جديد خلال خمسة أشهر عند حوالي 1885 دولار، لكنه لا يزال يتداول تحت المتوسط المتحرك الأسي لـ 200 يوم (EMA)، مما يشير إلى أن الاتجاه طويل المدى هبوطي.