انقسامات البيتكوين الصّلبة (هارد فورك) عبر تاريخها
طوال تاريخها، حدثت العديد من الانقسامات الصّلبة (Hard fork) في شبكة عملة البيتكوين، ونشأت عنها عُملات جديدة، بعضها استمر لفترات قصيرة جداً، وبعضها ما يزال مُستمراً حتى اليوم. فما هو الانقسام الصّلب؟ ولماذا يؤدي إلى نشوء عملات جديدة؟ وما تأثيره على العملة الأصلية؟ وما هي أهمّ الانقسامات الصّلبة التي حدثت لعملة البيتكوين؟ هذا ما نُجيب عنه في السّطور التّالية.
لكن أولاً، ندعوكم لإلقاء نظرة على منصّة تداول العملات الرّقمية Bitcoin Superstar، تحظى هذه المنصّة بمجموعة من المميّزات التي تجعلها واحدة من أفضل منصّات التّداول الموجودة على السّاحة اليوم.
ما هو الانقسام الصّلب؟
يحدث الانقسام الصّلب عندما يتم إصدار تحديث غير متوافق مع النّسخة القديمة لشبكة سلسلة الكُتل الخاصة بالعملة، وإذا كان هذا الانقسام غير مخطّط (جدلي) فإن هذا يؤدي إلى تشعّب العملة إلى عملتين، عملة تُحافظ على القواعد الجديدة، وعملة أخرى تتبنّى التّحديث.
الانقسامات الصّلبة هي شيء شائع في دُنيا العملات الرّقمية، ويحدث على الدّوام أن تنشأ عُملات من عُملات قائمة بالفعل.
هناك أيضاً الانقسام النّاعم (Soft fork) وهو لا يؤدي إلى نشوء عملات جديدة لأن التغييرات التي تحدث في البروتوكول تكون متوافقة مع الإصدار الأقدم.
الانقسامات الصّلبة عبر تاريخ البيتكوين
إليكم أبرز الانقسامات الصّلبة التي حدثت عبر تاريخ البيتكوين:
- بيتكوين إكس تي (Bitcoin XT)
بيتكوين إكس تي هو واحد من أوائل الانقسامات الصّلبة التي حدثت للبيتكوين، في عام 2014 تم اقتراح زيادة حجم الكُتلة في شبكة سلسلة الكُتل من 1 إلى 8 ميغابايت، وذلك بهدف إتاحة المزيد من المساحة لتخزين المُعاملات، وبالتّالي تقليل تكلفتها وتسريعها.
حقّق هذا الانقسام نجاحاً نسبياً في بداية الأمر، إذ قام عدد من مشغّلي الشّبكة بالتّرقية إلى الإصدار الجديد، ولكن مع الوقت، فقد هؤلاء المشغّلون الشّغف بالانقسام، واختفى المشروع تماماً بهدوء.
- بيتكوين كلاسيك (Bitcoin Classic)
في عام 2016 جرت محاولة أخرى لزيادة حجم الكُتل، لكن هذه المرّة إلى 2 ميغابايت فقط، ومثلما حدث مع مشروع بيتكوين إكس تي، حظي مشروع بيتكوين كلاسيك ببعض الدّعم في بداية الأمر، لكن لم يُكتب له تحقيق نجاح كبير.
على عكس بيتكوين إس تي، لا يزال مشروع بيتكوين كلاسيك قائماً إلى اليوم، وإن لم يتخطّى حجم سوق العملة نصف مليون دولار، وهو رقم سخيف جداً مقارنة بالحجم السّوقي للبيتكوين.
- بيتكوين أنليميتيد (Bitcoin Unlimited)
مشروع فاشل آخر، كان يستهدف السّماح للمعدّنين تحديد حجم الكُتلة التي يرغبون فيها، وصولاً إلى 16 ميغابايت، لكنّه لم يحظى بدعم تقريباً ومات وهو في مهده.
- بيتكوين كاش (Bitcoin Cash)
ظهر هذا المشروع في 2017، وإلى الآن يُعد أنجح انقسام صلب في تاريخ البيتكوين، إذ تبلغ القيمة السّوقية لعملة البيتكوين كاش وقت كتابة هذه السّطور أكثر من 16 مليار دولار، وكانت قد وصلت إلى ذروتها في أواخر 2017 عندما بلغت قرابة 67 مليار دولار.
مثل الانقسامات الصّلبة السّابقة، كان هدف المشروع هو زيادة حجم كتلة البيتكوين، وهذه المرّة وصلت الكتلة إلى 8 ميغابايت، ممّا مكّن العملة من إجراء المُعاملات بتكلفة زهيدة، وبسرعة فائقة.
يرجع السّبب الأساسي في نجاح مشروع بيتكوين كاش إلى دعم العديد من الشّخصيات البارزة في مجتمع العملات الرّقمية له، وأيضاً قبول العملة سريعاً في غالبية منصّات التّداول الشّهيرة.
ومما ساعد أيضاً في نجاح هذه العملة أنّ شبكة البيتكوين في ذلك الوقت كانت تقوم بتنفيذ المعاملات بتكلفة مرتفعة جداً، وصلت في بعض الأحيان إلى أكثر من 50 دولار للمعاملة الواحدة، وهي رسوم مرتفعة جداً جعلت العديد من الأشخاص يبحثون عن بدائل أفضل لتنفيذ المعاملات بتكلفة أقلّ.
- بيتكوين غولد (Bitcoin Gold)
بعد النّجاح الكبير لعملة بيتكوين كاش، ظهر مشروع بيتكوين غولد، والذي كان مشروع انقسام غير مرتبط بحجم الكُتل، وإنّما أراد مؤسّسوه تمكين المعدّنين من استخدام كروت الغرافيك لتعدين البيتكوين مجدّداً، بعد أن أصبح تعدينها مقتصراً على العتاد ذو الغرض الخاص (ASIC).
عندما نشأت البيتكوين، كان من السّهل جداً تعدينها عن طريق أيّ جهاز كمبيوتر مكتبي أو حتى محمول، لكن مع ازدياد أعداد معدّنيها، وارتفاع سعرها، أصبح التّعدين أكثر صعوبة تدريجياً، فأصبحت غير قابلة للتّعدين (عملياً) عن إلا عن طريق كروت الغرافيك.
ثم ولّت تلك المرحلة وأصبحت تحتاج إلى عتاد خاص لتعدينها بشكل مجدٍ اقتصادياً. وهذا ما حاولت عملة بيتكوين غولد تحقيقه؛ إعادة عمليّات التّعدين من كونها نشاط خاص “بالنّخبة” إلى نشاط يُمكن لأي شخص القيام به في منزله.
حاليّا تبلغ القيمة السّوقية للعملة أقل من 1 مليار دولار، انخفاضاً من أكثر من 7 مليار في ذروتها عام 2017.
الخلاصة
مرّت البيتكوين عبر تاريخها بالعديد من الانقسامات الصّلبة، معظمها فشل فشلاً ذريعاً، لكنّ بعضها مثل بيتكوين كاش، وبيتكوين غولد بنسبة أقلّ، استطاعت أن تحجز لنفسها مكاناً في عالم العملات الرّقمية البديلة. لكن في نهاية المطاف، تظلّ البيتكوين هي البيتكوين، ولا شيء يستطيع منافسها على مكانتها الحالية كالعملة الرّقمية الأولى في العالم.
التعليقات مغلقة.