الأسهم الأمريكية ترتفع وسط أسبوع حافل ببيانات اقتصادية هامة
ارتفعت الأسهم الأمريكية خلال التعاملات الصباحية في وول ستريت اليوم الثلاثاء قبيل صدور بعض بيانات الوظائف التي تؤثر بقوة في حركة السوق، وبيانات تعكس مشاعر المستهلكين بشأن الاقتصاد الأمريكي.
وقبل قليل صدرت بيانات فرص العمل في الولايات المتحدة وقراءة مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي والتي أظهر ارتفاعاً أكبر من المتوقع وجاءت سلبية قوية لحركة مؤشر الدولار الأمريكي.
فارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز500 بنسبة 0.2%، وارتفع مؤشر داو جونز بحوالي 63 نقطة أو 0.2%، إلى 34700 نقطة، كما ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 0.3%، بدعم من سلبية البيانات الصادرة عن الأجندة الاقتصادية الأمريكية قبل قليل.
توقعات حركة الأسهم الأمريكية وسط ترقب الأسواق للبيانات:
يولي المستثمرون والاقتصاديون هذا الأسبوع اهتمامًا وثيقًا بالتقارير الاقتصادية التي يمكن أن تلقي مزيدًا من الضوء على ما إذا كان سوق العمل والاقتصاد الأمريكي لايزال مرناً وقوياً وما إذا كان التضخم لا يزال تحت السيطرة وينخفض بوتيرة معقولة.
حيث توفر هذه البيانات المزيد من الأدلة حول ما إذا كان من المرجح أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة أو يرفعها مرة أخرى قبل نهاية العام مما يجعل تحركات الأسهم الأمريكية متقلبة للغاية على المدى القريب.
وقبل قليل تم اصدار بيانات ثقة المستهلك الأمريكي التي قفزت بشكل حاد في يوليو وأظهرت النتائج أنها قوية جداً في أغسطس. فقد أظهر المستهلكون مرونة على الرغم من الضغوط المستمرة الناجمة عن التضخم، كما صدرت بيانات فرص العمل في يوليو وكانت أقوى من المتوقع أيضاً مما زاد من الضغط السلبي على الدولار ودعم ارتفاع الأسهم الأمريكية.
والآن يترقب المستثمرون الأسواق الأمريكية سوق العمل عن كثب وسط مخاوف مستمرة بشأن الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة. حيث تأتي دائماً بيانات سوق العمل القوية بمثابة حصن ضد الركود، ولكنه يجعل أيضاً معركة بنك الاحتياطي الفيدرالي ضد التضخم أكثر صعوبة ويرفع توقعات استمرار التشديد النقدي ورفع الفائدة الفيدرالية.
حيث ستساعد صحة سوق العمل واتجاهه في تحديد ما سيفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي بعد ذلك فيما يتعلق بسياسة سعر الفائدة، فضلاً عن احتمال تخفيف المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي وحدوث الركود.
على الرسم البياني أعلاه يتضح مدى قوة الأسهم الأمريكية والتي ارتفعت على مدار اليومين الماضيين وبعد صدور بعض البيانات القوية اليوم، حيث تتطلع الأسواق الأمريكية في وول ستريت إلى استعادة قوتها بعد شهر من الخسائر المتواصلة.
ذلك بعد أن تراجعت المؤشرات الثلاثة الرئيسية في الأسواق الأمريكية جميعها في أغسطس، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 3.4%، وانخفض مؤشر ناسداك وداو جونز بنحو 4.5% و2.8% على التوالي.
أما أسهم كل من شركتي ميتا وأبل فقد تم تداولها بارتفاع طفيف، في حين أن أسهم نفيديا ارتفعت بحوالي1.8% وارتفعت أسهم شركة تسلا العملاقة للسيارات الكهربائية بنسبة 0.1%.
حيث تأتي هذه التحركات في الأسهم الأمريكية تزامناً مع محاولة أسهم شركات التكنولوجيا استعادة مكانتها بحلول أواخر أغسطس الحالي. فقد انخفض قطاع تكنولوجيا المعلومات في مؤشر S&P 500 بنسبة 4.6٪ خلال الشهر الحالي.
لكن أعتقد أن انتعاش أسواق الأسهم الأمريكية لن يدوم طويلا خاصة مع إصرار الفيدرالي الأمريكي على سياسة التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة حتى وصول التضخم إلى هدفه عند مستويات 2% المستهدفة.