أسرار حركة سعر الذهب بعد اختفاء الغموض من الأسواق
في بداية تداولات اليوم الأربعاء انخفض سعر الذهب واخترق مستويات 1900 دولار قبل أن يعود للصعود وزيارة مستوى 1929 دولار ويعود السبب في ذلك إلى حالة من المشاعر السلبية التي تسيطر على الأسواق الناتجة عن أزمة القطاع المصرفي والمالي في الولايات المتحدة، كما صدرت اليوم بيانات أمريكية هامة كانت كلها سلبية للدولار الذي لم يكترث بها فواصل سعر الذهب انخفاضه بشكل ملحوظ.
ومن الجدير بالذكر أن البيانات الصادرة عن الأجندة الاقتصادية الأمريكية أمس واليوم كانت تدعم توقعات الأسواق بأن الفيدرالي سيرفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل خلال الشهر الجاري مما دعم قوة الدولار وزاد توقعات سعر الذهب السلبية بانخفاضه نحو مستويات 1890 دولار على المدى المتوسط والقريب.
ردة فعل سعر الذهب مقابل الدولار على بيانات السوق:
كانت ردة فعل سعر الذهب مقابل الدولار على بيانات الأجندة الاقتصادية الأمريكية القوية التي خيبت الآمال بأن قوة الدولار انتعشت بشكل كبير وملحوظ بعد أن قفزت عوائد السندات في الخزانة الأمريكية لعامين، وتزايد التوقعات برفع الفائدة بحوالي 25 نقطة خلال اجتماعه المقبل الشهر الجاري، مما جعل سعر الذهب والعديد من العملات يضعف أمام قوة الدولار الأمريكي.
لكن وعلى الرغم من تزايد التوقعات بخصوص رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة إلا أن البنك المركزي في الولايات المتحدة يسعى جاهدا لإبطاء الانكماش الاقتصادي وتثبيت أو حتى خفض الفائدة الفيدرالية بأسرع وقت خاصة مع الأزمة المصرفية الراهنة.
ويمكننا القول بأن جميع الظروف في الأسواق تغيرت بعد انهيار بنك سيليكون فالي قبل أيام مما تسبب في تذبذب هائل في سوق السندات الأمريكي التي انخفضت بحوالي 60 نقطة من مستويات 4.0% خلال تداولات الاثنين بداية الأسبوع الحالي وهو الأكبر من نوعه منذ 1987 مما جعل المزيد من الضغط السلبي يقع على عاتق مؤشر الدولار والذي سرعان ما تخلص منه اليوم وتسبب في انخفاض سعر الذهب والأصول الأخرى.
ومن جهة أخرى يمكن للتوقعات السلبية لتوجهات السياسة النقدية من الفيدرالي الأمريكي أن تقلص من حجم التصحيح الهابط على سعر الذهب مقابل الدولار والذي يتداول حالياً عند 1926 دولار فعلى ما يبدو أن خسائر الذهب ستكون محدودة على المدى القريب والمتوسط قبل أن يعاود الصعود على المدى الطويل.
كما كان يعاني الدولار من حالة هدوء نسبي أمس بعد استقرار تداعيات انهيار سيليكون فالي، ويشعر المتداولون والمستثمرون حالياً بالارتياح لأنهم يعتقدون أن الأزمة المصرفية في الولايات المتحدة الأمريكية ستقتصر على عدد من البنوك الصغيرة خاصة بعد خطة الإنقاذ التي بدأتها الحكومة الأمريكية، مما سيدعم الدولار ويضيف المزيد من الضغط الهابط على سعر الذهب على المدى المتوسط والقريب.
ومن الأسباب التي تدعم زيادة التفاؤل في السوق هو انتعاش مبيعات التجزئة الصينية وارتفاع قراءات الناتج المحلي الإجمالي في الصين والتي تدل على انتعاش مستمر في ثاني أكبر اقتصاد كبير على مستوى العالم.
لذا فإن الخبراء والمحللين يرجحون انخفاض سعر الذهب من القمة الحالية في تصحيح هابط يمكن أن يصل إلى مستويات 1890 دولار وأقل بقليل قبل عودة الارتفاع خاصة مع إنتعاش مؤشر الدولار الذي يدعم توقعات أسعار الذهب 2023 السلبية في الوقت الحالي.
لكن لابد على المتداولين من دراسة نقاط دخولهم بقوة وإدارة مخاطرهم بحكمة قبل الدخول في أي مراكز بيع أو شراء على سعر الذهب.
أخيراً وبسب العوامل العديدة التي تؤثر في الأسواق حالياً والتي تزيد حجم التقلبات والتذبذب السعري فإن البيانات والأرقام المقدمة في هذا المقال ما هي إلى لغرض توضيح الوضع الراهن في الأسواق ولا تعبر عن أي توصيات للبيع أو الشراء نهائياً.