التداول في سوق العملات
حظى الاستثمار عن طريق تداول في سوق العملات في الفترة الأخيرة، اهتمام شرائح كبيرة من الأفراد، مما زاد من شهرته يومًا بعد يوم، خاصة مع إمكانية التداول في سوق العملات عبر الإنترنت.
إذا كنت ترغب عزيزي القارئ في خوض تجربة التداول في سوق العملات، ننصحك بمتابعة قراءة هذا المقال والذي سوف، يتناول ما هو التداول في سوق العملات، أبرز عيوبه ومميزاته، كما سوف يُجيبك على سؤال هل التداول في سوق العملات مربح.
ما هو التداول في سوق العملات؟
يُعرف مصطلح التداول في سوق العملات، بأنه عملية متاجرة أو مضاربة على سعر عملة مقابل الأخرى، بمعنى إذا قام شخص بتداول أو المتاجرة فى عملة، ولنفترض عملة اليورو مقابل الدولار الأمريكي فهذه العملية تُسمى بيع إحدى العملتين وشراء الأخرى وهو ما يُعرف بمصطلح التداول في سوق العملات.
وبعدما توصلنا أن مفهوم التداول يعني بيع عملة مقابل شراء عملى أخرى، علينا توضيح مفهوم سوق العملات، هل تعرف عزيزي القارئ ما هو سوق العملات، لا عليك الآن سوف نوضح لك.
سوق العملات
يشتهر مصطلح سوق العملات بعدد من المصطلحات وهما كلًا من، سوق العملات الأجنبية، سوق صرف العملات، الفوركس.
وهو يعد سوق مالي عالمي لا مركزي يتم في هذا السوق الضخم تداول العملات.
وكلمة لا مركزي تعني؛ أن عملية التداول لا تتم في مكان مركزي واحد، وإنما يتم في أسواق مختلفة حول العالم، تتم العملية بين مختلف المشاركين في هذا السوق من خلال الهاتف المحمول أو عن طريق شبكات الاتصالات الإلكترونية (ECNs).
والجدير بالذكر، أن سوق العملات الأجنبية لا يخضع لسيطرة سوق تداول واحدة، وإنما يشمل شبكة عالمية من البورصات والوسطاء في جميع أنحاء العالم، لهذا السبب يعد سوق العملات الأجنبية أكبر سوق مالي في العالم.
هذه الأسواق تعمل كونها مراكز مالية حول العالم ويكون نقاط الارتكاز بين مجموعة كبيرة ومتنوعة من البائعين والمشترين على مدار الساعة باستثناء عطلة نهاية الأسبوع.
هذا السوق يُحدد القيم النسبية للعملات المختلفة، كما يُشارك فيه كبار المساهمون مثل الشركات التجارية البنوك، البنوك المركزية، شركات إدارة الاستثمار، صناديق التحوط، بالإضافة إلى المستثمرين في تداول الفوركس ووسطاء الفوركس.
يعد سوق العملات أو سوق صرف العملات أكبر سوق مالي في العالم برأس مال يُقدر بـ 6.7 ترليون دولار أمريكي يوميًا، ويقوم كلًا من البنوك والمؤسسات والتجار بعمليات تداول العملات الأجنبية لأنفسهم وعملائهم في كل من هذه الأسواق.
وبعد حديثنا عن سوق العملات علينا تناول العملات الأساسية المُستخدمة في سوق صرف العملات الأجنبية أو ما يُسمى الفوركس.
يستخدم سوق الفوركس عدد من العملات وهما الدولار الأمريكي، اليورو، الين الياباني، الجنيه الإسترليني، فرنك سويسري، دولار الأسترالي.
وبعكس عدة أسواق منتشرة، فإن سوق العملات لا يعد سوق نخبوي يُشارك فيه كبار المستثمرين والشركات التجارية العالمية فقط، بل يعد سوقُا لكل الأشخاص حتى صغار المستثمرين وشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.
يعتبر الخبراء الاقتصاديون سوق العملات الأجنبية جاء نتيجة التقنية ولتي سهلت من انتشاره في الآونة الأخيرة، والجدير بالذكر، أن هذا السوق استطاع استقطاب وجذب مجموعات كبيرة من المستثمرين خلال السنوات الماضية بفضل انتشار التقنية ووسائل الاتصالات.
ماهي عيوب ومميزات التداول في سوق العملات
عيوب التداول في سوق العملات
لعل أبرز عيوب سوق العملات ما يأتي:
درجة تقلبه كبيرة ونشاط الأسعار
تُمثل هذه النقطة أبرز عيب في سوق العملات الأجنبية، وهو الأمر الذي يجعل الاستثمار فيه مليء بالمخاطر ويعد نوعًا من المجازفة.
ويحذر منه العديد من الخبراء المالين، إن أموالك قد تتعرض للخسارة نتيجة هبوط سعر العملة التي بحوزتك.
ضعف الجانب التنظيمي والإشرافي لسوق العملات الأجنبية
يرى الخبراء الماليين، أن ضعف الجانب التنظيمي للسوق والإشرافي من أبرز عيوب الاستثمار والمتاجرة في هذا السوق.
ويعد سوق العملات الأجنبية كما ذكرنا في بداية المقال، سوق لا مركزي، يعمل بنظام “OTC”، إذ لا يوجد بورصة أو مقاصة لتنظيم عملياته.
مميزات التداول في سوق العملات
ولكن مميزات تشمل عدد من النقاط وهما:
التداول في سوق ذات السيولة العالية
يتميز سوق العملات الأجنبية كما ذكرنا في بداية المقال بأنه أكبر سوق ذات سيولة مالية عالية مقارنة بالأسواق المالية في العالم، الأمر الذي يُمكنك من إمكانية جني الأرباح لمشاركة عدد كبير من المستثمرين فيه بخلاف الأسواق الأخرى.
يستقطب السوق اهتمام شرائح كبيرة من المتداولين وكافة شرائح المستثمرين من كل أنحاء العالم نتيجة توفر فرصا رائعة و أرباحاً كبيرة.
التداول في سوق مفتوح 24 ساعة يوميًا
تأتي الميزة الثانية للتداول في سوق العملات الأجنبية بأنه السوق الوحيد الذي يعمل على 24 ساعة في اليوم، في 5 أيام في الأسبوع بصورة فعلية، الأمر الذي يجعلك تستثمر أموالك بشكل مستمر، كما أن هذه الميزة تُمكن السوق من جعله سوق ذو ديناميكية عالي طوال اليوم مع تغيرات المستمرة في أسعار الصرف بشكل مستمر.
وهذا يعني أن، السوق مفتوح على مدار 24 ساعة يوميًا في أجزاء مختلفة من العالم، بداية من الساعة الخامسة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية بداية يوم الأحد وحتى الساعة 4 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية خلال يوم الجمعة.
ولعل من مميزات التداول في سوق يتم فيه تداول العملات في أكبر مراكز الصرف حول العالم مثل: زيوريخ, هونغ كونغ, نيويورك, طوكيو, فرانكفورت, لندن, سيدني وباريس.
التداول في سوق بصورة مستمرة على كل نطاق زمني
التداول في سوق العملات الأجنبية يجعلك تستثمر أموالك على كل نطاق زمني.
كما يبدأ التداول في العملات الأجنبية بافتتاح التداول في منطقة أستراليا، ثم أوروبا، ثم أمريكا الشمالية، ولكنه لا يغلق تقريبًا فعندما يغلق التداول في منطقة ما، تبدأ أسواق أخرى بالعمل، فمثلًا عندما يغلق السوق في الولايات المتحدة، يبدأ نهار التداول في طوكيو وهونغ كونغ.
ويستمر التداول في سوق صرف العملات الأجنبية، فدائمًا يكون هناك متداولون في سوق العملات الأجنبية في جميع أنحاء العالم يبيعون ويشترون العملات المختلفة، مما يساعدك على استثمار أموالك بشكل اسع وعلى كل نطاق زمني.
وللتوضيح أكثر سوف نضرب لك مثال، عندما يستيقظ تاجر في سوق العملات الأجنبية قاطن في أستراليا في الساعة 3 صباحًا وأراد العمل في تداول العملات، فلن يستطيع العمل مع تجار السوق الموجودين في أستراليا، ولكنه من الممكن فتح ما يرغب به من صفقات من خلال التجار الأوروبيين أو أمريكا الشمالية.
وبعد هذا المثال، الذي يُبين لنا ميزة المرونة في الوقت الذي يتمتع به سوق العملات الأجنبية عن غيره من الأسواق، كما يُمكن المستثمرين عدم القلق من ساعات فتح وغلق السوق إذ يُمكنهم التداول وإتمام الصفقات في أي وقت.
تحقيق ربح كبير من خلال الرافعة المالية
الرافعة المالية في سوق العملات الأجنبية أو الفوركس، تعد من أهم المميزات التي ينفرد بها التداول في سوق العملات.
يستخدم معظم مستثمري سوق العملات الأجنبية أو الفوركس، هذه الأداة من أجل مساعدتهم في مضاعفة عائداتهم من الاستثمار في السوق.
لذلك يجذب سوق العملات الأجنبية عدد كبير من المستثمرين والمتداولين الذين يرغبون في تحقيق أكبر قدر ممكن من الربح عن طريق الاستفادة من هذه الأداة في التداول.
فعلى سبيل المثال، يمكن للمستثمر الذي يملك 1000 دولار أمريكي في حسابه تداول 10 آلاف مع مارجن 1%، وذلك من خلال الرافعة المالية 1:100.
هل التداول في سوق العملات مربح؟
من خلال التعرف على المزايا السابقة للتداول في سوق العملات الأجنبية، يُمكننا معرفة الإجابة بشكل سريع، وهي نعم التداول في سوق العملات مربح.
لقد استطاع عدد من المتداولين في كافة أنحاء العالم تأمين العائد المادي عبر تداول في سوق العملات، كما أنهم استطاعو تحقيق عائدات هائلة، مما مكنهم من التّخلي عن أيّة وظيفة أخرى.
ينصح بعد الخبراء الاقتصاديين، أن لكي تستطيع تحقيق عوائد مالية جيدة من التداول في سوق العملات عليك، أن تدرس السوق جيدًا وأن تتبني خطة تُمكنك من التداول في سوق العملات.
كما ينصح الخبراء، بضرورة المطالعة على الأخبار الاقتصادية والسياسية، لأنها تعد من وسائل دراسة السوق،إذ تُساعد الكثير من الأخبار والإعلانات في حدوث تحركات كثيرة في الأسواق ينبغي عليك العلم بها.
بغض النظر عن استراتيجية التداول الخاصة بك، يجب أن تتبنى سياسة وقف الخسارة، وهي عبارة عن أن التفكير في الخسارة التداول بهدوء و بأمان و أنت لن تخسر أكثر مما تتوقع.
ماهو حكم التداول في سوق العملات؟
بعد انتشار التداول في سوق العملات في الدول الإسلامية، تم إصدار العديد من الفتاوى الشرعية لبيان الحكم الإسلامي لهذا النوع من المتاجرة.
وجاءت الفتوى بناءً على الحديث نبوي، روي عن عبادة بن الصامت (رضي الله عنه) أنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح، مثلا بمثل، سواء بسواء، يدا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد” (صحيح مسلم 1587).
كيفية التداول في سوق العملات برأس مال صغير
يمكن التداول في سوق العملات برأس مال صغير أن يكون طريقة فعّالة لبناء ثروتك على المدى البعيد، ولكن عليك تعلّم كيفية الاستثمار بحكمة وصبر في البداية، لكي يعود عليك بالأرباح التي تفوق أيّ دخل تجنيه من عملك كموظف بدوام كامل.
يُشير الخبراء المالين، أن التداول برأس مال صغير من الممكن أن يعود بالنفع ويجني المتداول الأرباح، ولكن الأمر يرجع إلى مدى فهم المتداول لآلية سوق العملات، وأهداف المتداول الاستثمارية بالإضافة إلى قدرته على تحمّل قدر كبير أو ضئيل من المخاطرة.
ويقول عدد من المتداولين الذين قاموا بدء نشاط التداول برأس مال صغير، أن تحقيق الأرباح سواء البدء برأس مال صغير أو كبير يرجع وفقًا لمهارة المتداول التداولية، ومهارته التحليلية للسوق، بالإضافة إلى مدى درايته و دراسته للسوق و الأسهم و استخدام المؤشرات و الاستراتيجيات.
إذا بدأ المتداول بممارسة تجارة التداول في سوق العملات بمبلغ 100 دولار والمتداول على علم بأساسيات السوق ولدية دراية بعالم التداول و خبرة فيه، ففي هذه الحالة الحالة من الممكن تحقيق أرباح جيدة من الأسهم و التداول خاصة عندما تكون نسبة الأرباح عالية في سهم ما.
وفي نهاية المقال، يتضح لنا، أن المتداول قد يجني الأرباح الكثير من تداول العملات ولكنه بحاجة إلى التحلي بالصبر، وعلية التدريب الكافي، واختيار منصة تداول جيدة، حتى يتمكن من تحقيق رغبته وهو الربح من خلال التداول العملات.
ولكن ينبغي على المتداول العلم، أنه من الممكن أن يتعرض للخسارة لذلك ينبغي عليه ألا يتداول بكل مدخراته بمبلغ من الممكن تعويضة إذا تعرض للخسارة.
التعليقات مغلقة.